.....[التسرب المدرس]].....
ظاهرة التسرب:إن ظاهرة التسرب المدرسي ليست ظاهرة محلية ولا جهوية ولا وطنية بل هي ظاهرة عالمية , تكاد تكون مسبباتها واحدة , مع اختلاف في درجة حدتها وطبيعتها وانعكاساتها
بين بلد وآخر , وحتى داخل البلد الواحد.
والجزائر شأنها شأن هذه الدول , فكل المجهودات التي بذلتها تبقى رهينة لهذه الظاهرة , إلى جانب ظاهرة العزوف عن التمدرس التي يتوجب تداركها قبل استفحالها .
وحسب التجربة وما أثبتته فإن لهذه الظاهرة ثلاث فئات:
1- هم أولئك الذين تخلوا عن الدراسة بمحض إرادتهم قبل بلوغ السن الإلزامي ( 16 سنة)
خاصة الإناث في الوسط الريفي
2- الذين .تجاوزوا سن (16 ) بسبب نتائجهم الدراسية ,[ رغم مجهودات
الدولة السماح قدر الإمكان لإعادة السنة, محاربة لهذه الظاهرة وحماية لهم من آفات تنتظرهم , وما أكثرها].
3- تخص مختلف المستويات وهذا لأسباب مادية واجتماعية, بل ولعقليات متحجر ة سيما لدى بعض الآباء في الوسط الريفي.
التسرب لغة: جاء في لسان العرب لصاحبه ابن المنظور : السارب هو الذاهب على وجهه في الأرض.قال تعالى ( ... ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار) الرعد /10 . أي ظاهر في النهار في سربه.
مفهـــومــــه :حسب منظمة – اليونسكو- [ يخص التلاميذ الذين لا ينهون دراستهم في عدد من السنوات المحددة لها, إما أنهم ينقطعون عنها نهائيا , أو لكونهم يعيدون السنة , أو سنوات معينة] أوبعبارة أوضح فهو[ عبارة عن الفرق بين عدد التلاميذ الذين يباشرون دراستهم
[ طور- سنة- وحدة تعليمية – درس ] وعدد أولئك الذين ينهونها في الآجال المحددة].
العوامل المتسببة في التسرب المدرسي:
*- أسباب ذاتية [ صحية] : (1 )
- المؤهلات العقلية[ التخلف العقلي – الإعاقة الذهنية]
- جسمانية[ الاضطراب في الكلام – تأتأة – إعاقة بدنية]
- نفسية [ العزلة والإنطواء – الشرود ... ]
(2 ) الأسباب الموضوعية [ اجتماعية]:
- الأسرة ( العائلة) ... إذا كان الجو العائلي يسوده الاضطراب والتهاون واللامبالاة وعد الاحترام والتقدير , فهذا سبب مباشر ومشجع لغرس بذرة النفور من المدرسة .
- إذاما كانت علاقة الأسرة بالمدرسة منعدمة من قريب أو من بعيد , أو كان تحامل الولي على المدرسة [ مربين وإدارة] سلبا فهذا أيضا سبب ثان للتخلي عن الدراسة.
- إذا لم يستجب الولي لدعوات المدرسة , وراح يكيل التهم لها وينقص من شأنها أمام الأطفال أو ينقص من رسالة التعليم والمعلمين ويحتقرهم حتى وإن كان هذا الولي ينتمي لجهاز التعليم , فهذا سبب ثالث , وعلى كل فالضحية هناهو الطفل , حيث يجد ما يشجعه ويدفعه للابتعاد والانقطاع عن الدراسة , ولنتذكر قول الفيلسوف التجريبي / جون ستيوارت ميل /
[ الطفل كالإسفنجة يمتص كل شيئ] .
أنــواع التســرب :للتسرب المدرسي مصطلحات تتفق في معناها العام ولا تختلف الا في جزيئات دقيقة , وهذا ما يفسر الخلط بينهما عند الكثير من الناس , وسنحاول إبراز هذه الجزيئات فيما يلي:- الفشل المدرسي : يطلق هذا المصطلح على النتائج السلبية التي يحصل عليها المتعلم خلال مساره الدراسي , سواء كان ذلك عبر الاختبارات الفصلية أو الانتقالية
فكلما أخفق المتعلم في الحصول على النتائج المنتظرة منه سمي ذلك بــ الفشل.
التخلي عن الدراسة:هو الانقطاع الإرادي عن المدرسة , وذلك لأسباب عديدة , قد تكون اجتماعية أو اقتصادية أو نفسية أو صحية .
التسرب المدرسي: مصطلح عام يطلق على كل ما تلفظه المنظومة التعليمية [ لا تربوية]
ويشمل أيضا التخلي عن الدراسة والنفور المدرسي , وحتى الذين يوجهون إلى التكوين المهني
ونتيجة لهذا العموم نجد في معناه زوايا غامضة مثل
- هل نعتبر من توقف عن الدراسة وتوجه إلى التكوين المهني متسربا؟
- هل نعتبر من أخفق في امتحان شهادة البكالوريا أو شهادة التعليم المتوسط متسربا؟
- هل يرتبط التسرب بالمرحلة الأساسية [ ابتدائي ومتوسط] والمرحلة الثانوية فقط؟
نعود لتوضيح بعض العوامل السابقة الذكر
- العوامل الاقتصادية : جاذبية السوق- الحاجة إلى المساهمة في دخل إضافي للأسرة – الرغبة في تكوين ثروة - ....
- العوامل المتعلقة بالنظام التربوي: السياسات المتعلقة بشروط النجاح والانتقال من مستوى لآخر – التقييم – قانون الالتحاق بالمدرسة- قيم وتوجيهات النظام التربوي
- العوامل المتعلقة بثقافة الشباب: المصالح والقيم – الأذواق – أنماط الاتصال
- العوامل الذاتيـــــة:وهي نوعان.
ا- خصائص التلاميذ ومواقفهم الذاتية -ب- خصائص التلاميذ المدرسية.
- الظروف البيئيــــة: في بعض المناطق التي يعيش فيها المتعلم قد تكون سببا للتسرب
كالمناطق النائية التي تنعدم فيها الوسائل المساعدة على التمدرس , الأمر الذي يؤدي
إلى نفور المتعلم وعدم الإقبال على الدراسة .
الشاهد فيما سبق
لا بد من ربط المدرسة بالبيت , ولا بد من إيجاد جسور بين الأسرة وجهاز التعليم
ونقطة البداية في هذا التعاون :
الاحترام المتبادل بين الجهازين [ جهاز الأسرة وجهاز التعليم ] وهو – وللأسف – ملا يتوفر
في أغلب الأحيان في حياتنا التعليمية. شريحة من الأولياء لا يحترمون المعلمين ولا المدرسة ولا يشعرون بأية مسؤولية في تقديم العون للمدرسة وللمعلم , وغالبا ما يتحاملون عليهما
بانتقادات واتهامات واهية , أيضا المعلمون يتحاملون على الأولياء ويتهمونهم باللامبالاة وعدم العناية بأولادهم , دون أن يحاول هؤلاء المعلمين دراسة الأسباب التي تحول دون متابعة هؤلاء الأولياء لأولادهم . والنتيجة وإن شئت فقل هناك شهادة عالمية عظيمة تضاهي أو تزيد قيمة عن جائزة نوبل , الا وهي مغارات الشارع , ذاك الإخطبوط المهول الفتاك الذي لا وطن له ولا دين فهو يلتهم كل من دنا حول حماه.
وندائي للجميع 1- المنظومة التربوية منظومة أجيال لا تخضع للارتجال والاستعجال
2- الرجل المناسب في المكان المناسب لا في مكان المكاسب .
ابراهيم تايحي