التلميذ بين التأخر الدراسي والتسرب المدرسي
تمهيد: لكل بناء تخطيط وتصميم , ولوازم وأدوات , ومراحل , فإذا ما توفرت هذه المتطلبات
شرع في البناء ليصبح بعد فترة[ شهور أو سنوات] جاهزا شامخا متين اللبنات , مرصوص البناء , صلب القاعدة , لا تزعزعه ولا تؤثر فيه الزلازل , هذا شأن الماديات .. فما بالك ببناء فكر وصقل عقل وترويض جوارح.
إن رسالة التربية فعل لا يقوم به الا من رضي وارتضى به , لا لشيئ الا لكونه رسالة شاقة لكنها مقدسة في السماء قبل الأرض , أمر بها رب العالمين (( اقرأ باسم ربك الذي خلق , خلق الإنسان من علق , اقرأ وربك الأكرم , الذي علم بالقلم , علم الإنسان ما لم يعلم)) العلق1/5
التأخر الدراسي:[ مفهومه]
التأخر الدراسي مشكلة تربوية اجتماعية يعاني منها الآباء والمعلمون, في المنزل والمدرسة على حد سواء , وهو نتيجة صعوبات تعلمية تواجه بعض التلاميذ , بحيث يكون التلميذ المتأخر دراسيا دون مستوى أترابه الذين هم في سنه من جانب التحصيل الدراسي أو يكون مستوى تحصيله أقل من مستوى ذكائه عامة , وقد اختلف العلماء في تعريف المتأخر دراسيا , وعرفوه بعدة تعريفات , وخلاصة فإنه يمكن تعريفه بأنه التلميذ الذي يواجه صعوبات في تعلمه [ تلقيه للدروس] .
أنواع التأخر الدراسي:
1/ يختلف المتخلف دراسيا عن المتخلف عقليا , فالأول هو الذي يكون عمره الزمني أكبر بكثير من أقرانه في نفس السنة الدراسية .
أما الثاني – المتخلف عقليا- فهو الذي يكون عمره العقلي أقل من عمره الزمني , ويصعب عليه بالتالي التعليل والتفكير المجرد والتعامل مع الرموز .
2/ يعد التأخر العقلي من عوامل التأخر الدراسي بسبب انخفاض الذكاء [ إن نمو الصفات التي يتميز بها الإنسان يرافقه نشوء الذكاء عنده , والذكاء عبارة عن قابلية الإنسان في أن يواجه المواقف المحيطة الجديدة , حيث يتمكن من إيجاد الحلول الممكنة لما فيها من مشاكل وصعوبات
فيستثمرها لمنفعته أو يكيف حياته بموجبها , من اجل أن يضمن لحياته النجاح والفوزوالإستمرار]
فبالذكاء ينظم الإنسان حياته الإجتماعية , كما يستفيد من خبراته السابقة في مواجهة المواقف
الجديدة في المحيط .
ومن المهم أن نعلم أن حسن التصرف والقدرة على حل مشاكلنا لا يعتمدان على مقدار ذكائنا بقدر ما يعتمد على كيفية استعمالنا لهذا الذكاء بصورة نافعة سليمة .
وقد أثبت الأخصائيون أن أكثر الناس يملكون من الذكاء أكثر مما يستطيعون استغلاله بشكل فعال , ومما توصل إليه الأخصائيون أيضا ما يلي:
*- المهارة اليدوية والذكاء متلازمان , فالبارع في العمل اليدوي يغلب أن تكون نسبة ذكائه أعلى ممن يمتلك تلك البراعة بمقدار محسوس
*- الذكاء يتغير بتغير الفصول , فإن الدماغ يعمل في الفصل البارد أحسن منه في الفصول المعتدلة والحارة , والتي يكون الذهن فيها أبطأ في الاستجابة , فالفصل الأول إذا فرصة هامة للحصول على أحسن العلامات .
*- اكتساب الذكاء وتثمين القابلية الذهنية للحصول على أفضل الإجازات يتعمد بدرجة كبيرة
على مقدار الممارسة والتمرن , والمشاركة بشكل فعال في الأنشطة الفكرية بكل اهتمام
فالتلميذ إذا ينبغي أن يكون ذكيا فطنا يستفيد من خبراته وخبرات غيره , ويحاول إيجاد الحلول الممكنة للمشاكل والصعوبات التي يتعرض لها خلال حياته الدراسية , كأن ينتبه لمواطن
ضعفه في مختلف المواد التي يدرسها , فيسارع إلى إيجاد حلولها المناسبة لها , ويعلم الأسباب المساعدة على اكتساب الذكاء , ويبتعد عما يعيقه عن الاستفادة من قواه العقلية (*)
وبعض القدرات الخاصة اللازمة لعملية التحصيل الدراسي مثل القدرة على التذكر أو القدرة اللغوية أو الحسابية.
ابراهيم تايحي
تذكير: ترقبوا البقية إن شاء الله.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -- - - - - - - - - -
(*) عن كتاب – أنيس الدارس – عبد الحكيم مناصريه