الله وأجل وأعظم
مر ملحد ناكر جاحد بأحد القرويين وهو يصلي فقال له: ماذا تفعل يا هذا في هذا [ يعني الوقت]
فلما أتم القروي نافلته , حمد الله وشكره , ثم التفت إليه وقال: إنها ركعات الضحى.
استغشى الملحد ثوبه ولوى برأسه استخفافا واستهزاء بهذا القروي وقال :
حسب علمي أن لكم في اليوم والليلة خمسا من الرقصات والشطحات
قال: استغفر الله العظيم بل لنا خمس خشوعات , لله رب الناس , ملك الناس , إله الناس
رب العالمين , رب الأرض والسموات.
قال: ذكرت كلمة الله , هل حقا هو؟
قال: والذي نفس محمد صلى الله عليه وسلم بيده لهو حق كما تراني وأراك
قال: لكنني لا أراه كما أراك؟ فأين هو حتى أراه؟
قال: إن لم تكن تراه فهو يراك , وهو أقرب إليك من حبل الوريد
قال: أفي الأرض هو ؟ أم في السماء؟ أم على قمم الجبال وامتداد الرمال ؟ أم في البحار والمحيطات ؟
قال: هو في كل مكان وزمان, خالق النور والظلمات, عرشه على الماء وأعلى السموات
قال: هل له أهل وعشيرة وصاحبة وولد؟
قال: (( قل هو الله أحد , الله الصمد , لم يلد ولم يولد , ولم يكن له كفؤا أحد))
قال: ما هذا الهراء وهذه الترهات؟
قال: ( هو الله الذي لا إله الا هو الحي القيوم , لا تأخذه سنة ولا نوم))
قال: أصاحب مال وجاه وسلطان وصولات هو ؟
قال: (( ..له ما في السموات وما في الأرض ...))
قال: أشاعر أنت أم كاهن أم ساحر؟
قال: لست بشاعر ولا بكاهن ولا بساحر..أنا عبد لله. به آمنت وعليه توكلت وإليه المصير
وأشهد الا إله الا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله.
ازداد استهتار هذا الملحد الجاحد بهذا القروي المؤمن وقال: لازلت تذكر كلمة الله؟
قال: أجل ذكرتها وأذكرها وسأبقى ذاكرا لها .
قال: يقال أن قرآنكم مشبع بذكر هذه الكلمة؟
قال: إنه كلام الله , وقد ذكر فيه اسم الله أكثر من ألفين وست مئة وتسعين مرة , إنه الله الأعلى الأجل.
قال: إذن أنت تتحداني وكأني على باطل ولست على حق؟
قال: ذكر الباطل في كلام الله ما يزيد عن خمس وثلاثين مرة
قال: أتعلم أن الباطل هو السيد والقائد اليوم؟
قال: اسمع يا هذا؟ إن الباطل باطل مهما دام واستدام , والله مبطله , ويحق الحق بإذنه.
قال: الحق... وكم مرة ذكر الحق في كلام ربكم؟
قال: ذكر الحق في كلام ربنا أزيد من مئتين وستين مرة
قال: إذن الباطل حسب ما عددت هو ضعيف الحسب والنسب؟
قال: (( .. وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا..))
قال: هراء ..كلامك عقيم , ولسانك عاقر , تهدر وقتك فيما تدعيه صلاة الضحى.
قال: أتسخر من الضحى؟ وقد أقسم به ربنا عز وجل(( والضحى والليل إذا سجى...))
قال: كفى حديثا معك أيها الأبكم الأصم , إنك لا تحسن من الحياة الا شق الأرض
لا رجاء فيك يا صفر الدين والدرهم.
قال: حسبي الله فهو ولي وهو الأجل الأعظم.
ابراهيم تايحي