تحسر
دعيني التمس فيك شيئا من بقايا والدتي, حيث الحنان نما , والصدق سما
حيث الطهر نبت والعفة نمت , والدموع سكبت .
دعيني أحيي ذكرى أمي واستخرج ثمار حبها وحصادها , فقد آن الأوان
لإعلاء حقيقة طالما أخفتها عنا والدتي عندما كانت تقص علينا حكايات
ألف ليلة وليلة, بينما راحتها تداعب أجسامنا ونحن كقطط صغيرة ننكمش من شدة البرد والخوف , آما وبعد رحيلها واتساع رقعة العمر , وصعود درجاتها علمت أن الحب لا يولد مرتين , وأن والدتي لن تعود يوما لهذه الدنيا . فكيف السبيل للعيش وللحب في ظل تصدع صرح البناء الذي مدت قواعده من الصلب , وأورقت أغصان أشجاره في ربيع ليس بربيع .
إني أرى أن الشمس قد اغتصبها القمر , وأن الصحراء قد ابتلعها البحر , وأن معدن الكريستال قد غمرته مياه النهر , وأن الذي بني هو اليوم خبر .
لا أدري هل بعد هذا من لقاء وبصر؟ فقد الحنان , دفن الأمان, قلبت كفتا الميزان, ساد الطغيان , تفشى الخذلان, تناوش الجيران , اقتتلا الأخوان
تمرد الغلمان , أذن مؤذن الخسران , الا من تاب وعاد للملك الديان
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا , وتب علينا وارحمنا برحمتك يا رحيم يا رحمان .
لا رب لنا سواك نعبده ولا إله لنا غيرك ندعوه
ابراهيم تايحي